متطلعين إلى إيناسه حراصا على اقتباسه فهز ما رأيت من عطفى وحرك الساكن من نشاطي فلما حططت الرحل بمكة إذا أنا بالشعبة السنية من الدوحة الحسنية الأمير الشريف الإمام شرف آل رسول الله أبي الحسن علي بن حمزة بن وهاس أدام الله مجده وهو النكتة والشامة في بني الحسن مع كثرة محاسنهم وجموم مناقبهم أعطش الناس كبدا وألهبهم حشى وأوفاهم رغبة حتى ذكر أنه كان يحدث نفسه في مدة غيبتي عن الحجاز مع تزاحم ما هو فيه من المشادة بقطع الفيافي وطي المهامة والوفادة علينا بخوارزم ليتوصل إلى إصابة هذا اغرض فقلت قد ضاقت على المستعفى الحيل وعيت به العلل ورأيتني قد أخذت مني السن وتقعقع الشن وناهزت العشر التى سمتها العرب دقاقة الرقاب
فأخذت في طريقة أخصر من الأولى مع ضمان التكثير من الفوائد والفحص عن السرائر ووفقه الله وسدده ففرغ منه في مقدار مدة خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكان يقدر تمامه في أكثر من ثلاثين سنة وما هي إلا آية من آيات هذا البيت المحرم وبركة أفيضت علي من بركات هذا الحرم المعظم اسأل الله أن يجعل ما تعبت فيه منه سببا ينجيني ونورا على الصراط يسعى بين يدي وبيميني ونعم المسؤول. أ هـ ﴿الكشاف حـ ١ صـ ٤١ ـ ٤٤﴾