فجعل موضع ما يجب عليه من شكر من ملكه ذلك محاجته فيه وكبره رغم عليه،
وعرفه إشارة إلى كماله بالنسبة إلى الآدميين بالحكم على جميع الأرض.
قال الحرالي : وفي إشعاره أن الملك فتنة وبلاء على من أوتيه - انتهى.
فتكبر بما خوله الله فيه على عباد الله وهم يطيعونه لما مكّن الله له من الأسباب إلى أن رسخت قدمه في الكبر المختص بالملك الأعظم مالك الملك ومبيد الملوك فظن جهلاً أنه أهل له. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ١ صـ ٥٠٣﴾
وقال أبو حيان :
مناسبة هذه الآية لما قبلها أنه تعالى : لما أخبر أنه ولي الذين آمنوا، وأخبر : أن الكفار أولياؤهم الطاغوت، ذكر هذه القصة التي جرت بين إبراهيم والذي حاجه، وانه ناظر ذلك الكافر فغلبه وقطعه، إذ كان الله وليه، وانقطع ذلك الكافر وبهت إذ كان وليه هو الطاغوت :﴿ ألا إن حزب الله هم الغالبون ﴾ ﴿ ألا إن حزب الله هم المفلحون ﴾ فصارت هذه القصة مثلاً للمؤمن والكافر اللذين تقدّم ذكرهما. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٢ صـ ٢٩٧﴾