وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الشعبي قال : كانت المرأة من الأنصار تكون مقلاة لا يعيش لها ولد، فتنذر إن عاش ولدها أن تجعله مع أهل الكتاب على دينهم، فجاء الإِسلام وطوائف من أبناء الأنصار على دينهم، فقالوا : إنما جعلناهم على دينهم، ونحن نرى أن دينهم أفضل من ديننا، وأن الله جاء بالإِسلام فلنكرهنهم، فنزلت ﴿ لا إكراه في الدين ﴾ فكان فصل ما بينهم إجلاء رسول الله ﷺ بني النضير، فلحق بهم من لم يسلم، وبقي من أسلم.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال : كان ناس من الأنصار مسترضعين في بني قريظة فثبتوا على دينهم، فلما جاء الإِسلام أراد أهلوهم أن يكرهوهم على الإِسلام، فنزلت ﴿ لا إكراه في الدين ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من وجه آخر عن مجاهد قال " كانت النضير أرضعت رجالاً من الأوس، فلما أمر النبي ﷺ بإجلائهم قال أبناؤهم من الأوس : لنذهبن معهم ولندينن دينهم، فمنعهم أهلوهم وأكرهوهم على الإِسلام، ففيهم نزلت هذه الآية ﴿ لا إكراه في الدين ﴾ ".
وأخرج ابن جرير عن الحسن. أن ناساً من الأنصار كانوا مسترضعين في بني النضير، فلما أجلوا أراد أهلوهم أن يلحقوهم بدينهم، فنزلت ﴿ لا إكراه في الدين ﴾.
وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن ابن عباس في قوله ﴿ لا إكراه في الدين ﴾ قال : نزلت في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف يقال له الحصين، كان له ابنان نصرانيان، وكان هو رجلاً مسلماً، فقال للنبي ﷺ ألا أستكرههما فإنهما قد أبيا إلا النصرانية، فأنزل الله فيه ذلك.