قلنا : الجواب عنه من وجوه الأول : أن المقصود من الآية أنه لو علم إنسان يطلب الزيادة والربح أنه إذا بذر حبة واحدة أخرجت له سبعمائة حبة ما كان ينبغي له ترك ذلك ولا التقصير فيه فكذلك ينبغي لمن طلب الأجر في الآخرة عند الله أن لا يتركه إذا علم أنه يحصل له على الواحدة عشرة ومائة، وسبعمائة، وإذا كان هذا المعنى معقولاً سواء وجد في الدنيا سنبلة بهذه الصفة أو لم يوجد كان المعنى حاصلاً مستقيماً، وهذا قول القَفّال رحمه الله وهو حسن جداً.
والجواب الثاني : أنه شوهد ذلك في سنبلة الجاورس، وهذا الجواب في غاية الركاكة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٧ صـ ٣٦ ـ ٣٧﴾
فوائد ونفائس للعلامة أبى حيان
قال رحمه الله :
ونسب الإنبات إلى الحبة على سبيل المجاز، إذ كانت سبباً للإنبات، كما ينسب ذلك إلى الماء والأرض والمنبت هو الله، والمعنى : أن الحبة خرج منها ساق، تشعب منها سبع شعب، في كل شعبة سنبلة، في كل سنبلة مائة حبة، وهذا التمثيل تصوير للأضعاف كأنها ماثلة بين عيني الناظر، قالوا : والممثل به موجود، شوهد ذلك في سنبلة الجاورس.
وقال الزمخشري : هو موجود في الدخن والذرة وغيرهما، وربما فرخت ساق البرة في الأراضي القوية المغلة، فبلغ حبها هذا المبلغ، ولو لم يوجد لكان صححيحاً في سبيل الفرض والتقدير ؛ انتهى كلامه.
وقال ابن عيسى : ذلك يتحقق في الدخن، على أن التمثيل يصح بما يتصور، وإن لم يعاين.
كما قال الشاعر :
فما تدوم على عهد تكون به...
كما تلوّن في أثوابها الغول
انتهى كلامه.
وكما قال امرؤ القيس :
أيقتلني والمشرفيّ مضاجعي...
ومسنونة زرق كأنياب أغوال
وخص سبعاً من العدد لأنه كما ذكر، وأقصى ما تخرجه الحبة من الأسؤق.