" فوائد لغوية وإعرابية "
قال أبو حيان :
وارتفاع : قول، على أنه مبتدأ، وسوغ الابتداء بالنكرة وصفها، ومغفرة معطوف على المبتدأ، فهو مبتدأ ومسوغ جواز الابتداء به وصف محذوف أي : ومغفرة من المسؤول، أو : من السائل.
أو : من الله، على اختلاف الأقوال.
و: خير، خبر عنهما.
وقال المهدوي وغيره : هما جملتان، وخبر : قول، محذوف، التقدير : قول معروف أولى ومغفرة خير.
قال ابن عطية : وفي هذا ذهاب ترويق المعنى، وإنما يكون المقدّر كالظاهر. انتهى.
وما قاله حسن، وجوز أن يكون : قول معروف، خبر مبتدأ محذوف تقديره : المأمور به قول معروف، ولم يحتج إلى ذكر المن في قوله : يتبعها، لأن الأذى يشمل المن وغيره كما قلنا. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٢ صـ ٣٢٠﴾
لطيفة
قال فى روح البيان :
وإنما كان الرد الجميل خيرا من صدقة المان والمؤذى ؛ لأن القول الحسن وإن كان بالرد يفرح قلب السائل ويروح روحه ونفع الصدقة لجسده وسراية السرور لقلبه بالتبعية من تصور النفع فإذا قارن ما ينفع الجسد بما يؤذى الروح يكدر النفع حينئذ ولا ريب أن ما يروح الروح خير مما ينفع الجسد لأن الروحانية أوقع فى النفوس وأشرف
قال الشعبى من لم ير نفسه إلى ثواب الصدقة أحوج من الفقير إلى صدقته فقد أبطل صدقته.
وبالغ السلف فى الصدقة والتحرز فيها عن الرياء فإنه غالب على النفس وهو مهلك ينقلب فى القلب إذا وضع الإنسان فى قبره فى صورة حية أى يؤلم إيلام الحية والبخل ينقلب فى صورة عقرب والمقصود فى كل إنفاق الخلاص من رذيلة البخل فإذا امتزج به الرياء كان كأنه جعل العقرب غذاء الحية فتخلص من العقرب ولكن زاد فى قوة الحية إذ كل صفة من الصفات المهلكة فى القلب إنما غذاؤها وقوتها فى إجابتها إلى مقتضاها.
ثم إن الصدقة لا تنحصر فى المال بل تجرى فى كل معروف فالكلمة الطيبة والشفاعة الحسنة والإعانة فى حاجة واحد وعيادة مريض وتشييع جنازة وتطييب قلب مسلم كل ذلك صدقة. أ هـ ﴿روح البيان حـ ١ صـ ٥١٥﴾
فإن قيل : لِمَ لم يعد ذكر المنّ فيقول : يتبعها منّ أو أذى ؟
أجيب : بأنّ الأذى يشمل المنّ وغيره، كما تقرّر وإنما نصّ عليه فيما مرّ لكثرة وقوعه من المتصدّقين، وعسر تحفظهم منه، ولذلك قدّم على الأذى. أ هـ ﴿السراج المنير حـ ١ صـ ٢٧٨﴾