وفي قوله :﴿والله غني حليم﴾ : تربية للسائل والمسؤول، فتربية السائل : أن يستغني بالغنيِّ الكبير عن سؤال العبد الفقير، ويكتفي بعلم الحال عن المقال، وتربية المسؤول : أن يحلم عن جفوة السائل فيتلطف في الخطاب، ويحسن الرد والجواب. قال في شرح الأسماء : والتخلق بهذا الاسم - يعني الحليم - بالصفح عن الجنايات، والسمح فيما يقابلونه به من الإساءات، بل يجازيهم بالإحسان، تحقيقاً للحلم والغفران. أ هـ ﴿البحر المديد حـ ١ صـ ٢٩٧﴾
لطيفة
قال الثعالبى :
حدَّث [ ابن ] الجَوْزِيِّ في " صَفْوة الصَّفْوَة" بسنده إِلى حارثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ الصحابيِّ - رضي اللَّه عنه - قال، لَمَّا كُفَّ بصره، جعل خيطاً في مُصَلاَّه إِلى بابِ حُجْرته، ووضع عنده مِكْتَلاً فيه تَمْرٌ وغير ذلك، فكان إِذا سأل المِسْكِين أخذ من ذلك التَّمْر، ثم أخذ من ذلك الخَيْط ؛ حتى يأخذ إِلى باب الحُجْرة، فيناوله المِسْكِين، فكان أهله يقولُونَ : نَحْنُ نَكْفِيكَ، فيقولُ : سَمِعْتُ رسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ :" إِنَّ مُنَاوَلَةَ المِسْكِينِ تَقِي مِيتَةَ السُّوءِ " انتهى. أ هـ ﴿الجواهر الحسان حـ ١ صـ ٢١٢﴾