ومن فوائد الشيخ الشعراوى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ﴾
فالذي يتصدق ويتبع صدقته بالمن والأذى، إنما يبطل صدقته، وخسارته تكون خسارتين : الخسارة الأولى أنه أنقص ماله بالفعل ؛ لأن الله لن يعوض عليه ؛ لأنه أتبع الصدقة بما يبطلها من المن والأذى، والخسارة الأخرى هي الحرمان من الثواب ؛ فالذي ينفق ليقول الناس عنه إنه ينفق، عليه أن يعرف أن الحق يوضح لنا : أنه يعطي الأجر على قاعدة أن الذي يدفع الأجر هو من عملت له العمل.
إن الإنسان على محدودية قدرته يعطي الأجر لمن عمل له عملا، والذي يعمل من أجل أن يقول الناس إنه عمل، فليأخذ أجره من القدرة المحدودة للبشر، ولذلك قال لنا رسول الله ﷺ عن الذي يفعل الحسنة أو الصدقة ليقال عنه إنه فعل، فإنه يأتي يوم القيامة ولا يجد أجرا له. وقد جاء في الحديث الشريف :(ورجل آتاه الله من أنواع المال فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها ؟ قال : ما تركت من شيء تجب أن أنفق فيه إلا أنفقت فيه لك، قال : كذبت إنما أردت أن يقال : فلان جواد فقد قيل، فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقى في النار)من حديث فيه قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وقد خرجه مسلم.