من فوائد ابن عرفة فى الآية
قوله تعالى :﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الموتى... ﴾.
قال ابن عطية : قال الجمهور : إن إبراهيم لم يكن شاكا قط في إحياء الله الموتى، وإنما طلب المعاينة، وقال آخرون : إنه شك في قدرة الله تعالى ( في ) إحياء الموتى ( ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما ما في القرآن آية أرجى عندي من هذه.
ابن عرفة : هذا كلام لا يليق بابن عباس ).
وحمله على ظاهره يلزم عليه الكفر فلا بد من تأويله وهو أن الشك في كيفية وجود الشيء لا يلزم منه الشك في وجود ذلك الشيء، كما أنا لا نشك في موت عثمان رضي الله عنه مقتولا ونشك في كيفية ذلك حسبما اختلف فيه الرواة والنقلة.
قال : ومن هنا يستدل على القول بعدم تواتر القراءات ( السبعة ) غير ملزوم ( للقول ) بعدم تواتر القرآن جملة.
قال ابن عرفة : فأراد ابراهيم عليه السلام الانتقال من العلم النظري إلى العلم الضروري لأن ( النظري ) تعرض له الشكوك ( والضروري لا تعرض له الشكوك ) ولذلك يقول الفخر ابن الخطيب : في كلامه هذا تشكيك في الضروريات فلا يستحق جوابا.
قيل له علم ( النبي ) ضروري لا نظري ؟
فقال : علمه بنفس الإحياء ضروري وبكيفيته نظري، وقول النبي ﷺ " نحن أحق بالشك من إبراهيم " على سبيل الفرض والتقدير في حق إبراهيم، وعلى جهة التواضع منه عليه الصلاة والسلام، أي لو فرض وقوع الشك من إبراهيم عليه السلام لكنا نحن أحق بذلك منه.
قلت : تأول عياض في الشفاء هذه الآية بستة أوجه.
أحدها : ما تقدم أنه طلب زيادة اليقين لأن العلوم تتفاوت.
الثاني : علم وقوعه وأراد مشاهدته وكيفيته.
الثالث : المراد اختبار منزلته عند الله تعالى وأن يعلم / إجابة دعوته، والمراد : أو لم تؤمن بمنزلتك واصطفائي ( لك ).
الرابع : لما احتج على الكفار بأن الله يحيي ويميت طلبه من ربه ليصحح احتجاجه به عيانا.