علاماتُ الْمُقَرَّبِ واضحاتٌ | بعيدٌ أمْ قريبٌ ليلُ سارِ |
فمنْ كانَ الإِله لهُ عِياناً | فلا نومَ القرارِ إلى النهارِ |
تقاضاه الإله لَهم ثلاثاً | فهل من سائلٍ من لطف بارِ |
متى نَجس الولوغ ببحر ود | فدع شقي النباح بباب داري |
ألا يا نفس والشيطان أخسوا | كبطلان الوساوس والغمارِ |
قوله :" كفايات الكفاح بحسن ظني " كأنه أشار إلى قوله :
﴿ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ ﴾ [ فصلت : ٥٣ ] فقال رسول الله ﷺ :" بلى يا رب " وكذلك لما أنزلت
﴿ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين ﴾ [ التين : ٨ ] قال رسول الله ﷺ :" بلى يا رب " ومن طريق فهمهم القرآن : أوَ لم يَكْفِ بِرَبِّكَ يا محمد بنصرتك في الدنيا على أعدائك بالقتل والهزيمة، وفي العقبى بالمقام المحمود والشفاعة، وفي الجنة باللقاء والزيارة، وقوله :" كنسج العنكبوت بباب غار " وذلك أنَّ غار العارفين هو السر، واطلاع رب العالمين إذا بلغوا إلى مقام الكفاح، وهو عيان العيان بعد البيان، فليس بينهم وبين الله تعالى إلاَّ حجاب العبودية بنظره إلى صفات الربوبية والهوية والإلهية والصمدية إلى السرمدية بلا منع ولا حجاب، مثل من طريق الأمثال كنسيج العنكبوت حول قلبه، وسره فؤاده بلطف الربوبية وكمال الشفقة بلا حجاب بينه وبين الله تعالى كنسج العنكبوت بباب غار رسول الله ﷺ صرف الله به جميع أعدائه من صناديد قريش بدلالة إبليس إياهم عليه، كذلك أهل المعرفة إذا بلغوا إلى مقام العيان بعد البيان انقطع وصرف وساوس الشيطان وسلطان النفس، وصار كيدهم ضعيفاً، بيانه قوله :