وقال المفضل : الردّ إلى الصواب.
وقال الكتاني : ما تسكن إليه الأرواح.
وقيل إشارة بلا علة، وقيل : إشهاد الحق على جميع الأحوال.
وقيل : صلاح الدين وإصلاح الدنيا.
وقيل : العلم اللدني.
وقيل : تجريد السر لورود الإلهام.
وقيل : التفكر في الله تعالى، والاتباع له.
وقيل : مجموع ما تقدّم ذكره : فهذه تسع وعشرون مقالة لأهل العلم في تفسير الحكمة.
قال ابن عطية، وقد ذكر جملة من الأقوال في تفسير الحكمة ما نصه : وهذه الأقوال كلها، ما عدا قول السدي، قريب بعضها من بعض، لأن الحكمة مصدر من الإحكام وهو الإتقان في عمل أو قول، وكتاب الله حكمة، وسنة نبيه حكمة، وكل ما ذكر فهو جزء من الحكمة التي هي الجنس. انتهى كلامه.
وقد تقدّم تفسير الحكمة في قوله :﴿ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم﴾ فكان يغني عن إعادة تفسيرها هنا، إلاَّ أنه ذكرت هنا أقاويل لم يذكرها المفسرون هناك، فلذلك فسرت هنا. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٢ صـ ٣٣٤﴾
وقال الخازن فى المراد بالحكمة ما نصه :
وقال الضحاك : القرآن والفهم فيه وإنما قال : ذلك لتضمن القرآن الحكمة وقال في القرآن : مائة وتسع آيات ناسخه ومنسوخه وألف آية حلال وحرام لا يسع المؤمنين تركهن حتى يعلمونهن ولا يكونوا كأهل النهروان يعني الخوارج تأولوا آيات من القرآن في أهل القبلة وإنما نزلت في أهل الكتاب فجهلوا علمها فسفكوا بها الدماء، وانتهبوا الأموال وشهدوا على أهل السنة بالضلالة فعليكم بعلم القرآن فإنه من علم فيما نزل لم يختلف في شيء منه، وقيل : هي القرآن والعلم والفقه وقيل هي الإصابة في القول والفعل، وحاصل هذه الأقوال إلى شيئين : العلم والإصابة فيه، ومعرفة الأشياء بذواتها وأصل الحكمة المنع ومنه حكمه الدابة لأنها تمنعها قال الشاعر :
أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم...
أي امنعوا سفهاءكم، وقال السدي : الحكمة النبوة لأن النبي يحكم بين الناس فهو حاكم. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ١ صـ ٢٩١﴾


الصفحة التالية
Icon