أحدهما : أنه مركب، والتشبيه لحال النفقة بحال الجنة بالربوة في كونها زاكية متكثرة المنافع عند الله، كيفما كانت الحال.
والثاني : أن تشبيه حالهم بحال الجنة على الربوة في أن نفقتهم، كثرت أو قلت، زاكية زائدة في حسن حالهم. كما أن الجنة يضعِّف أكلها قويُّ المطر وضعيفه. وهذا أيضاً تشبيه مركب. إلا أنه لوحظ الشبه فيما بين المفردات. وحاصله : أن حالهم في اتباع القلة والكثرة تضعيف الأجر، كحال الجنة في إنتاج الوابل والطل تضعيف ثمارها. ويحتمل وجهاً ثالثاً : وهو أن يكون من تشبيه المفرد بالمفرد، بأن تشبه حالهم بجنة مرتفعة في الحسن والبهجة. والنفقة الكثيرة والقليلة : بالطل والوابل، والأجر والثواب : بالثمرات. والربوة مثلثة الراء. وأُكل بضمتين، وتسكن للتخفيف. وبه قرئ :﴿ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ تحذير عن الرياء وترغيب في الإخلاص. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ٣ صـ ٢٤٨﴾


الصفحة التالية
Icon