روى البخاري - بإسناده - عن عطاء بن يسار وعبد الرحمن بن أبي عمرة. قالا : سمعنا أبا هريرة يقول : قال رسول الله - ﷺ - :" ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، ولا اللقمة واللقمتان، إنما المسكين الذي يتعفف ". اقرأوا إن شئتم يعني قوله :﴿ لا يسألون الناس إلحافاً ﴾..
وروى الإمام أحمد : حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن رجل من مزينة : أنه قالت له أمه : ألا تنطلق فتسأل رسول الله - ﷺ - كما يسأله الناس؟ فانطلقت أسأله، فوجدته قائماً يخطب وهو يقول :" ومن استعف أعفه الله، ومن استغنى أغناه الله، ومن يسأل الناس وله عدل خمس أواق فقد سأل الناس إلحافاً " فقلت بيني وبين نفسي : لناقة لي لهي خير من خمس أواق، ولغلامي ناقة أخرى فهي خير من خمس أواق، فرجعت ولم أسأله.
وقال الحافظ الطبراني - بإسناده - عن محمد بن سيرين. قال بلغ الحارث - رجلاً كان بالشام من قريش - أن أبا ذر كان به عوز، فبعث إليه ثلاث مائة دينار. فقال : ما وجد عبد الله رجلاً أهون عليه مني! سمعت رسول الله - ﷺ - يقول :" من سأل وله أربعون فقد ألحف " ولآل أبي ذر أربعون درهماً.. شاة وماهنان.. قال أبو بكر بن عياش : يعني خادمين..
إن الإسلام نظام متكامل، تعمل نصوصه وتوجيهاته وشرائعه كلها متحدة، ولا يؤخذ أجزاء وتفاريق. وهو يضع نظمه لتعمل كلها في وقت واحد، فتتكامل وتتناسق. وهكذا أنشأ مجتمعه الفريد الذي لم تعرف له البشرية نظيراً في مجتمعات الأرض جميعاً. أ هـ ﴿الظلال حـ ١ صـ ٣٠٤ ـ ٣١٧﴾


الصفحة التالية
Icon