وهذا الحديث قد رواه الإمام أحمد في مسنده، فقال : حدثنا حجاج [قال] حدثنا شريك عن الركين بن الربيع [بن عميلة الفزاري] عن أبيه، عن ابن مسعود، عن النبي ﷺ قال :" إن الربا وإن كثر فإن عاقبته تصير إلى قل" (١).
وقد رواه ابن ماجة، عن العباس بن جعفر، عن عمرو بن عون، عن يحيى بن أبي زائدة، عن إسرائيل، عن الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري، عن أبيه، عن ابن مسعود، عن رسول الله ﷺ أنه قال :" ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة". (٢)
وهذا من باب المعاملة بنقيض المقصود، كما قال الإمام أحمد : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا الهيثم بن رافع الطاطري، حدثني أبو يحيى -رجل من أهل مكة -عن فروخ مولى عثمان : أن عمر -وهو يومئذ أمير المؤمنين -خرج إلى المسجد، فرأى طعاما منثورًا. فقال : ما هذا الطعام ؟ فقالوا : طعام جلب إلينا. قال : بارك الله فيه وفيمن جلبه. قيل : يا أمير المؤمنين، إنه قد احتكر. قال : ومن احتكره ؟ قالوا : فروخ مولى عثمان، وفلان مولى عمر. فأرسل إليهما فدعاهما فقال : ما حملكما على احتكار طعام المسلمين ؟ قالا يا أمير المؤمنين، نشتري بأموالنا ونبيع!! فقال عمر : سمعت رسول الله ﷺ يقول :" من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه الله بالإفلاس أو بجذام ".
فقال فروخ عند ذلك : أعاهد الله وأعاهدك ألا أعود في طعام أبدًا. وأما مولى عمر فقال : إنما نشتري بأموالنا ونبيع. قال أبو يحيى : فلقد رأيت مولى عمر مجذومًا.
ورواه ابن ماجة من حديث الهيثم بن رافع، به. ولفظه :" من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه الله بالجذام والإفلاس". (٣) أ هـ ﴿تفسير ابن كثير حـ ١ صـ ٧١٣﴾
(٢) سنن ابن ماجة برقم (٢٢٨٩) وقال البوصيري في الزوائد (٢/١٩٩) :" هذا إسناد صحيح رجاله ثقات".
(٣) المسند (١/٢١) وسنن ابن ماجة برقم (٢١٥٥).