نزل (يستفتونك) أي في شأن الفرائض. وقال ابن حجر في شرح البخاري ؛ طريق لا جمع بين القولين في آية الربا (واتقوا يوماً) أن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربا إذ هي معطوفة عليهن، ويجمع بين ذلك وبين قول البراء بأن الآيتين نزلتا جميعاً فيصدق أن كلاً منهما آخر بالنسبة لما عداهما، ويحتمل أن تكون الآخرية في آية النساء مقيدة بما يتعلق بالمواريث بخلاف آية البقرة، ويحتمل عكسه. الأول أرجح لما في آية البقرة من الإشارة إلى معنى الوفاة المستلزمة لخاتمة النزول. وفي المستدرك عن أبيّ بن كعب قال : آخر آية نزلت (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) إلى آخر السورة. وروى عبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن مردويه عن أبيّ أنهم جمعوا القرآن في خلافة أبي بكر وكان رجال يكتبون، فلما انتهوا إلى هذه الآية من سورة براءة (ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون) ظنوا أن هذا آخر ما نزل من القرآن، فقال لهم أبيّ بن كعب : إن رسول الله ﷺ أقرأني بعدها آيتين (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) إلى قوله (وهو رب العرش العظيم) وقال : هذا آخر ما نزل من القرآن قال : فختم بما فتح به بالله الذي لا إله إلا هو، وهو قوله (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) وأخرج ابن مردويه عن أبيّ أيضاً قال : آخر القرآن عهداً بالله هاتان الآيتان (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) وأخرجه ابن الأنباري بلفظ : أقرب القرآن بالسماء عهداً. وأخرج أبو الشيخ في تفسيره من طريق عليّ بن زيد عن يوسف المكي عن ابن عباس قال : آخر آية نزلت ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم). وأخرج مسلم عن ابن عباس قال : آخر سورة نزلت إذا جاء نصر الله والفتح. وأخرج الترمذي والحاكم عن عائشة قالت : آخر سورة نزلت بالمائدة فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه الحديث.