والرواية الثالثة : نزلت في العباس، وعثمان بن عفان رضي الله عنهما وكانا أسلفا في التمر، فلما حضر الجداد قبضا بعضاً، وزاد في الباقي فنزلت الآية، وهذا قول عطاء وعكرمة.
الرواية الرابعة : نزلت في العباس وخالد بن الوليد، وكانا يسلفان في الربا، وهو قول السدي. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٧ صـ ٨٦ ـ ٨٧﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ياأيها الذين آمَنُواْ اتقوا الله وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الربا إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ﴾ ظاهره أنه أبطل من الربا ما لم يكن مقبوضاً وإن كان معقوداً قبل نزول آية التحريم، ولا يتعقب بالفسخ ما كان مقبوضاً.
وقد قيل : إن الآية نزلت بسبب ثقِيف، وكانوا عاهدوا النبيّ ﷺ على أن مالهم من الربا على الناس فهو لهم، وما للناس عليهم فهو موضوع عنهم، فلما أن جاءت آجال رباهم بعثوا إلى مكة للاقتضاء، وكانت الديون لبني عبدة وهم بنو عمرو بن عمير من ثقيف، وكانت على بني المغيرة المخزوميّين.
فقال بنو المغيرة : لا نعطي شيئاً فإن الربا قد رُفِع.
ورفعوا أمرهم إلى عَتَّاب بن أَسِيد، فكتب به إلى رسول الله ﷺ، ونزلت الآية فكتب بها رسول الله ﷺ إلى عتَّاب ؛ فعلمت بها ثقيف فكفَّتْ.
هذا سبب الآية على اختصار مجموع ما رَوى ابن إسحاق وابن جريج والسُّدِّي وغيرهم.
والمعنى اجعلوا بينكم وبين عذاب الله وقايةً بترككم ما بقي لكم من الربا وصفحكم عنه. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٣ صـ ٣٦٣﴾
قوله تعالى :﴿وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا﴾
قال الماوردى :


الصفحة التالية
Icon