أخرج الحاكم والبيهقي عن أنس قال :" لما نزلت هذه الآية على رسول الله ﷺ ﴿ الرسول بِمَا ﴾ قال عليه الصلاة والسلام :" وحق له أن يؤمن" وفي رواية عبد بن حميد عن قتادة وهي شاهد لحديث أنس " فينجبر انقطاعه ويحق له أن يؤمن
﴿ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبّهِ ﴾ من الأحكام المذكورة في هذه السورة وغيرها والمراد إيمانه بذلك إيماناً تفصيلياً، وأجمله إجلالاً لمحله ﷺ وإشعاراً بأن تعلق إيمانه عليه الصلاة والسلام بتفاصيل ما أنزل إليه وإحاطته بجميع ما انطوى عليه مما لا يكتنه كنهه ولا تصل الأفكار وإن حلقت إليه قد بلغ من الظهور إلى حيث استغنى عن ذكره واكتفى عن بيانه، وفي تقديم الانتهاء على الإبتداء مع التعرض لعنوان الربوبية والإضافة إلى ضميره ﷺ ما لا يخفى من التعظيم لقدره الشريف والتنويه برفعة محله المنيف. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٣ صـ ٦٦ ـ ٦٧﴾
فائدة
قال الفخر :
دلّت الآية على أن الرسول آمن بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله، وإنما خص الرسول بذلك، لأن الذي أنزل إليه من ربه قد يكون كلاماً متلواً يسمه الغير ويعرفه ويمكنه أن يؤمن به، وقد يكون وحياً لا يعلمه سواه، فيكون هو ﷺ مختصاً بالإيمان به، ولا يتمكن غيره من الإيمان به، فلهذا السبب كان الرسول مختصاً في باب الإيمان بما لا يمكن حصوله في غيره. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٧ صـ ١١٣﴾
قوله تعالى :﴿والمؤمنون كُلٌّ ءامَنَ بالله وَمَلَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ﴾
قال العلامة الآلوسى :