نظر الدهر إليهم فابتهل * أي اجتهد في هلاكهم فمعنى الآية ثم نجتهد في الدعاء بالعنة وروي ان قوما من النصارى من أهل نجرن (أتوا النبي ﷺ فدعاهم إلى الاسلام فقالوا قد كنا مسلمين مثلك فقال كذبتم يمنعكم من الاسلام ثلاث قولكم اتخذ ولدا وأكلكم لحم الخنزير وسجودكم للصليب فقالوا من أبو عيسى فأنزل الله عز وجل ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب
الى قوله تعالى فنجعل لعنة الله على الكاذبين فدعهم رسول الله ﷺ إلى الالتعان فقال بعضهم بعض ان فعلتم اضطرم الوادي عليكم نارا فقالوا أما تعرض علينا سوى هذا فقال الاسلام أو الجزية أو الحرب فأقروا بالجزية وروى عكرمة عن ابن عباس انه قال لو خرجوا للابتهال لرجعوا لا يرون أهلا ولا ولدا ٧٥ - وقوله تعالى ان هذا لهو القصص الحق أي ان هذا الذي أوحينا اليك لهو القصص الحق وما من اله الا الله من زائدة للتوكيد والمعنى وما اله الا الله العزيز
الحكيم ومعنى العزيز الذي لا يغلب والحكيم ذو
الحكمة ٧٦ - ثم قال تعالى فان تولوا فان الله عليم بالمفسدين أي عليم بمن يفسد عباده وإذا علم ذلك جازى عليه ٧٧ - وقوله تعالى قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم معنى كلمة قصة فيها شرح ثم بين الكلمة بقوله الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله السواء النصفة قال زهير
* أروني خطة لا ضيم فيها * يسوى بيننا فيها السواء * ٧٨ - وقوله تعالى يا أهل الكتاب لم تحاجون في ابراهيم وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعده لأن اليهود قالوا كان ابراهيم منا وقالت النصارى كان منا فأعلم الله ان اليهودية والنصرانية كانتا بعد ابراهيم عليه السلام وان دين ابراهيم الاسلام لأن الاسلام هو التوحيد فهو دين جميع الانبياء ٧٩ - ثم قال تعالى ولكن كان حنيفا مسلما
والحنف في اللغة اقبال صدر القدم على الاخرى إذا كان ذلك خلقه