٩٥ - ثم قال تعال ى فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين أي فبينوا لأن الشاهد هو الذي يبين حقيقة الشئ ٩٦ - وقوله تعالى أفغير دين الله تبغون أي تطلبون فالمعنى قل لهم يا محمد افغير دين الله تبغون ومن قرا يبغون بالياء فالكلام عنده متناسق في لأن قبله فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون
فالمعنى افغير دين الله يبغي هؤلاء ٩٧ - وقوله تعالى وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها معنى وله أسلم خضع ثم قال طوعا وكرها قيل لما كانت السنة فيمن خالف ان يقاتل سمي أسلامه كرها وان كان طوعا لأن سببه القتال ٩٨ - وقوله تعالى كيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانهم روى داود بن أبى هند عن عكرمة عن ابن عباس ان رجل من الانصار ارتد قال مجاهد هو الحارث بن سويد بن الصامت الانصاري فلحق أهل الشرك ثم ندم فأرسل إلى قومه ان سلوا رسول الله ﷺ هل لي من توبة فأنزل الله عز وجل كيف يهدي الله قوما كغزو بعد ايمانهم إلى قوله
من بعد ذلك وأصلحوا فأن الله غفور رحيم قال ابن عباس وقال الحسن نزلت في اليهود لانهم كانوا يبشرون بالنبي ﷺ ويستفتحون على الذين كفروا فلما بعث عاندوا وكفروا قال الله عز وجل أؤلئك جزاؤهم ان عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين فأن قيل فهل يلعنهم أهل دينهم ففي هذا أجوبة أحدهما أن بعضهم يلعن بعضا يوم القيامة
وجواب اخر وهو انه يعني بالناس المسلمين وقيل وهو احسنها ان الناس جميعا يلعنونهم لانهم يقولون لعن الله الظالمين كما قال تعالى الا لعنة الله على الظالمين ٩٩ - ثم قال تعالى خالدين فيها أي في اللعنة والمعنى في عذاب اللعنة ١٠٠ - وقوله عز وجل أم الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم قال أبو العالية هؤلاء قوم أظهروا التوبة ولم يحققوا وقال غيره نزلت قي قوم ارتدوا ولحقوا بالمشركين ثم قالوا سنرجع ونسلم


الصفحة التالية
Icon