قال تعالى "وَدَّتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ" عن الإسلام، أي أنهم لم يقتصروا على عدولهم عن الحق وإعراضهم عن قبول الحجة بل أحبوا إضلالكم أيضا "وَما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ" لرسوخ الإيمان بالمؤمنين "وَما يَشْعُرُونَ ٦٩" أن هذا وبال عليهم لما فيه من الإثم فوق ما هم عليه من الوبال "يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ" (٧٠) أنها مصدقة لما في كتبكم وتعترفون أنها حق إذا تركتم التعسف ورجعتم إلى الإنصاف
"يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ" ت (٢١)
الذي تكتبونه بما يخالف ما أنزل اللّه عليكم وتغيرون به كلام ربكم "وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ" الذي فيها "وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" (٧١) أنه محرم عليكم، ذلك لأن طمر الحق ووضع الباطل محله كفر في جميع الكتب السماوية "وَقالَتْ طائِفَةٌ" أخرى من هؤلاء اليهود المعدودين "مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا" أظهروا الإيمان "بِالَّذِي" بالكتاب الذي "أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا" بمحمد "وَجْهَ النَّهارِ أوله وحينما تواجهون المؤمنين به "وَاكْفُرُوا آخِرَهُ" وهذا يدل على أن استعمال كلمة وجه بمعنى الأول، وعليه قول الربيع بن زياد :
من كان مسرورا بمقتل مالك فليأت نسوتنا بوجه نهار
وقيل في الوجه نفسه :
وما الوجه إلا واحد غير أنه إذا أنت عودت المزايا تعودا


الصفحة التالية
Icon