وقال العلامة الكرمانى رحمه الله
سورة آل عمران
٥١ - قوله تعالى إنك جامع الناس اليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد ٩ أو السورة وفي آخرها إنك لا تخلف الميعاد ١٩٤ فعدل من الخطاب إلى لفظ الغيبة في أول السورة واستمر على الخطاب في آخرها لأن ما في أول السورة لا يتصل بالكلام الأول كاتصال ما في آخرها فإن اتصال قوله تعالى إن الله لا يخلف الميعاد ٩ بقوله إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه ٩ معنوي واتصال قوله إنك لا تخلف الميعاد ١٩٤ بقوله ربنا وآتنا ما وعدتنا ١٩٤ لفظي ومعنوي جميعا لتقدم لفظ الوعد ويجوز أن يكون الأول استئنافا والآخر من تمام الكلام
٥٢ - قوله كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله ١١ كان القياس فأخذناهم لكن لما عدل في الآية الأولى إلى قوله إن الله لا يخلف الميعاد ٩ عدل في هذه الآية أيضا لتكون الآيات على منهج واحد
٥٣ - قوله شهد الله أنه لا إله إلا هو ١٨ ثم كرر في هذه
الآية فقال لا إله إلا هو لأن الأول جرى مجرى الشهادة وأعاده ليجري الثاني مجرى الحكم بصحة ما شهد به الشهود
٥٤ - قوله ويحذركم الله نفسه ٢٨ كرره مرتين لأنه وعيد عطف عليه وعيد آخر في الآية الأولى فإن قوله وإلى الله المصير معناه مصيركم إلى الله والعذاب معد لديه فاستدركه في الآية الثانية بوعد وهو قوله تعالى والله رءوف بالعباد ٣٠ والرأفة أشد من الرحمة وقيل من رأفته تحذيره
٥٥ - قوله قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر ٤٠ قدم في هذه السورة ذكر الكبر وأخر ذكر المرأة وقال في سورة مريم وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا ٨ فقدم ذكر المرأة لأن في مريم قد تقدم ذكر الكبر في قوله وهن العظم منى ٤ وتأخر ذكر المرأة في قوله وإني خفت الموالى من ورائي وكانت امرأتي عاقرا ٥ ثم أعاد ذكرها فأخر ذكر الكبر ليوافق عتيا ما بعده من الآيات وهي سويا ١٠ و عشيا ١١ و صبيا ١٢