قال والوقف التام وما يعلم تأويله الا الله أي يعلم احد متى البعث غير الله ١٠ - وقوله جل وعز ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا أي لا تبتلينا بما نزيغ به أي يقولون هذا ويجوز ان يكون المعنى قل يا محمد
ويقال أزاغة القلب فساد وميل عن الدين أو كانوا يخافون وقد هدوا ان ينقلهم الله إلى الفساد فالجواب ان يكونوا سألوا إذ هداهم الله ان لا يبتليهم فقال بما يثقل عليهم من الاعمال فيعجزوا عنه نحو ولو أنا كتبنا عليهم ان اقتلوا انفسكم قال ابن كيسان سألوا ان لا يزيغوا فيزيغ الله قلوبهم نحو فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم أي ثبتنا على هدايتك إذ هديتنا وان لا نزيغ فنستحق ان تزيغ قلوبنا قال وفيها جواب اخر انه جل وعز الذي من عليهم بالهداية وعرفهم ذلك فسألوه ان يدوموا على ما هم عليه وان يمدهم منه بالمعونة وان لا يلجئهم إلى انفسهم وقد ابتداهم
بفضله فتزيغ قلوبهم وذلك مضاف إليه جل وعز لأنه إذا تركهم ولم يتول هدايتهم ضلوا فكان سبب ذلك تخليته اياهم قال وقول جامع القلوب لله جل وعز يصرفها كبف يشاء
وفي الحديث عن النبي ﷺ يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ١١ - وقوله عز وجل ربنا انك جامع الناس ليوم لا ريب فيه ان الله لا يخلف الميعاد قال ابن كيسان لا ريب فيه أي دليله قائم في أنفس
العباد وان جحدوا به لاقرارهم بالحياة الاولى ولم يكونوا قبلها شيئا فإذا عرفوا الاعادة فهي لهم لازمة بان يقروا بها وان لا يشكوا فيها لأن انشاء ما لم يكن مبين بان المنش ء على الاعادة قادر ومن حسن ما قيل فيه ان يوم القيامة لا ريب فيه لانهم إذا شاهدوه وعاينوا ما وعدوا فيه لم يجز ان يداخلهم ريب فيه ١٢ - ثم قال جل وعز ان الذين كفروا لن تغنى عنهم أموالهم ولا اولادهم من الله شيئا وذلك ان قوما قالوا شغلتنا أموالنا واهلونا ١٣ - ثم قال تعالى وأولئك هم وقود النار أي هم بمنزلة الحطب في النار


الصفحة التالية
Icon