والمعنى يدل على خلاف ما قال وكذلك اللغة فانهم إذا رأوهم على هيأتهم فليس في هذه آية واللغة على خلاف هذا لأنه قد عرف بالتميز معنى المثل والذي اوقع الفرأ في هذا ان المشركين كانوا ثلاثة امثال المؤمنين يوم بدر فتوهم ان لا يجوز ان يكونوا يرونهم الا على عادتهم فتأول انك إذا قلت عندي درهم واحتاج إلى مثله والدرهم بحاله فقد صرت تحتاج إلى درهمين وهذا بين وليس المعنى عليه وانها اراهم الله اياهم على غير عدتهم لجهتين
احدهما انه راى الصلاح في ذلك لأن المؤمنين تقوى قلوبهم بذلك والاخرى انه آيه للنبي ﷺ ١٧ - وقوله جل وعز زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة قيل لما كانت معجبة كانت كأنها قد زينت وقيل زينها الشيطان
والقناطير المقنطرة القنطار في كلام العرب الشئ الكثير مأخوذ من عقد الشئ واحكامه والقنطرة من ذلك ومقنطرة به أي مكملة كما تقول الاف مؤلفة ١٨ - ثم قال جل وعز والخيل المسمومة والانعام والحرث الخيل المسمومة قال مجاهد الحسنة
وقال سعيد بن جبير الراعية وقال أبو عبيدة والكسائي قد تكون مسموة المعلمة قال أبو جعفر قول مجاهد حسن من قولهم رجل وسيم وقول سعيد بن جبير لا يمتنع من قولهم سامت تسوم وأسمتها وسومتها أي رعيتها وقد تكون راعية حسانا معلمة لتعرف من غيرها وقال أبو زيد أصل ذلك أن تجعل عليها صوفة
أو علامة تخالف سائر جسدها لتبين من غيرها في المرعى والانعام الابل والبقر والغنم والحرث الزرع وقوله تعالى والله عنده حسن المآب أي المرجع ١٩ - ثم قال عز وجل للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وازواج مطهرة وازواج مطهرة أي من الادناس والحيض ٢٠ - ثم قال تعالى الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار قيل الصابرون الصائمون ويقال في شهر رمضان شهر الصبر والصحيح ان الصابر هو الذي يصبر عن المعاصي