إذ هم فى حقيقة أمرهم لا يألون المؤمنين خبالا ويودون عنتهم، ثم فيها تفصيل محكم لغزوة أحد، وبيان سبب الهزيمة وأعقابها، والعبرة فى هذه الغزوة التى كانت فيها هزيمة ولكن لم يكن فيها خذلان، بل كانت العبرة فيها والاعتبار بها باب الفتح المبين. وفى أثناء القصة وختامها بيان حال لقتلى المؤمنين وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون.
(٨) وفيها إشارة إلى أعمال المنافقين فى النصر والهزيمة، واتباع ضعاف الإيمان لوسوستهم، وصيانة الله لأقوياء الإيمان من أعمالهم.
(٩) ثم فيها عزاء للنبى ( ﷺ ) بذكر ما كذب به الأنبياء السابقون مع أنهم أتوا بالبينات والأدلة الحسية القاطعة إذ قال سبحانه :(فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير -.
(١٠) وفيها بيان أن الله سبحانه سيبتلى المؤمنين ويختبرهم، وفى الابتلاء صقل إيمانهم.
(١١) وفيها بيان أخلاق المؤمنين وتفكرهم فى خلق السموات والأرض وما بينهما، وضراعتهم إلى ربهم، واستجابة الله تعالى لهم، وجزاؤهم يوم القيامة، والمقابلة بينه وبين جزاء الكافرين الذين اغتروا بالحياة الدنيا مع أن متاعها قليل، وفيها إنصاف كريم لبعض أهل الكتاب الذين آمنوا وصدقوا ولم يسرفوا على أنفسهم بالإنكار والتكذيب مع قيام الدلائل الواضحة القاطعة.
( ٢) ثم " ختم سبحانه بدعوة المؤمنين إلى " مجاهدة المشركين " بالتقوى " وبالصبر وبإعداد العدة، فقال تعالى :(يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون. أ هـ ﴿زهرة التفاسير صـ ١٠٩٦ ـ ١٠٩٨﴾