وقال البيضاوى :
﴿هُوَ الذي يُصَوّرُكُمْ فِي الأرحام كَيْفَ يَشَاء﴾ أي من الصور المختلفة، كالدليل على القيومية، والاستدلال على أنه عالم بإتقان فعله في خلق الجنين وتصويره. وقرىء "تصوركم" أي صوركم لنفسه وعبادته. ﴿لاَ إله إِلاَّ هُوَ﴾ إذ لا يعلم غيره جملة ما يعلمه ولا يقدر على مثل ما يفعله. ﴿العزيز الحكيم﴾ إشارة إلى كمال قدرته وتناهي حكمته. أ هـ ﴿تفسير البيضاوى حـ ٢ صـ ٦ ـ ٧﴾
فائدة
قال الآلوسى :
﴿لا إله إِلاَّ هُوَ العزيز الحكيم﴾ كرر الجملة الدالة على نفي الإلهية عن غيره تعالى وانحصارها فيه توكيداً لما قبلها ومبالغة في الرد على من ادعى إلهية عيسى عليه السلام وناسب مجيئها بعد الوصفين السابقين من العلم والقدرة إذ من هذان الوصفان له هو المتصف بالألوهية لا غيره ثم أتى بوصف العزة الدالة على عدم النظير أو التناهي في القدرة والحكمة لأن خلقهم على ما ذكر من النمط البديع أثر من آثار ذلك. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٣ صـ ٧٨﴾
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قوله جلّ ذكره :﴿هُوَ الَّذِى يُصَوِّرُكُمْ فِى الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ﴾.
هذا فيما لا يزال من حيث الخلقة، وهو الذي قدَّر أحوالكم في الأزل كيف شاء، وهذا فيما لم يزل من حيث القضاء والقسمة.
﴿لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾.
فلا يُعَقِّبُ حكمهُ بالنقض، أو يُعَارَضُ تقديره بالإهمال والرفض. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٢٢٠﴾