ومن فوائد الشيخ الشعراوى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُمْ مُّعْرِضُونَ ﴾
ونعرف أننا ساعة نسمع قول الحق :﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾. فهنا همزة استفهام، وهنا أداة نفي هي " لم "، وهنا " تر " ومعناها أن يستخدم الإنسان آلة الإبصار وهي العين. فإذا ما قال الله لرسوله :﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُمْ مُّعْرِضُونَ ﴾. إن هذه دعوة لأمر واضح. لكن في بعض الأحيان تأتي ﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾ في حادث كان زمانه قبل بعثته ﷺ فلم يره رسول الله كقول الحق :
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴾
[الفيل : ١].
إن النبي ﷺ لم ير أصحاب الفيل، إذن فساعة تسمع ﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾ إن كان حدثها من المعاصر، فمن الممكن أن تكون رؤية، والرؤية تؤدي إلى علم يقين، لأنها رؤية لمشهود، وإن جاءت ﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾ في أمر قد حدث من قبل، أو أمر لما يحدث بعد فهي تعني " ألم تعلم " ؛ لأن الرؤية سيدة الأدلة، فكأن الله سبحانه وتعالى ساعة يقول لرسوله في حدث لم يشهده الرسول : ألم تر ؟ فهذا معناه : ألم تعلم ؟


الصفحة التالية
Icon