وعندما دخلوا على رسول الله كان هناك واحد اسمه " النعمان بن أوفى "، وواحد اسمه " بحرى بن عمرو " فقالوا : يارسول اقض بين هؤلاء، فقال رسول الله ﷺ ما معناه : أوَ ليس عندكم حكم ؟ وأضاف رسول الله ما معناه : أنا احتكم إلى التوراة وهي كتابكم، فماذا قالوا : ؟قالوا : أنصفتنا.
وكان رسول الله قد بين لهم حكم الإسلام في الزنا بأنه الرجم، وجيء بالجزء الباقي عندهم من التوراة لرسول الله ﷺ الذي يتضمن الحكم الملزم دليلا على أن الله أطلعه على أشياء لم تكن في بال أحد. فدعا بقسم من التوراة، وقال رسول الله ﷺ ما معناه : أيكم أعلم بالتوراة ؟ فقالوا شخص اسمه عبد الله بن صورية فأحضروه، وأعطاه التوراة، وقال : اقرأ مجلس عبد الله بن صورية يقرأ، فلما مر على آية الرجم وضع كفه عليها ليخفيها، وقرأ غيرها وكان عبد الله بن سلام حاضرا، فقال : يا رسول الله أما رأيته قد ستر بكفه آية وقرأ ما بعدها ؟ وزحزح ابن سلام كف الرجل، وقرأ هو فإذا هي آيةُ الرجم.
هذه المسألة تعطينا أن الحكم في القرآن الكريم هو الحكم في التوراة في أمر الزنا، وتعطينا أيضا أن رسول الله ﷺ أفاض الله عليه من إلهاماته فجاء بالجزء من التوراة الذي يحمل هذا النص. وجاء بعد ذلك جندي من جنود الله هو عبد الله بن سلام وكان يهوديا قد أسلم ليظهر به رغبة القوم في التزييف والتزوير.


الصفحة التالية
Icon