فائدة
قال البيضاوى :
﴿ وَوُفّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ ﴾ جزاء ما كسبت. وفيه دليل على أن العبادة لا تحبط وأن المؤمن لا يخلد في النار، لأن توفية إيمانه وعمله لا تكون في النار ولا قبل دخولها، فإذن هي بعد الخلاص منها. أ هـ ﴿تفسير البيضاوى حـ ٢ صـ ٢٢﴾
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
هذه كلمة تعجب لما أخبر به عن تعظيم الأمر، وتفخيم الشأن عند بهتة عقولهم ودهشة أسرارهم، وانقطاع دواعيهم، وانخلاع قلوبهم من مكامنها، وتراقيها إلى تراقيهم، ثم ما يلقونه من الحساب والعتاب، والعذاب والعقاب، وعدم الإكرام والإيجاب، وما في هذا الباب.
وقيامةُ الكفار يومَ الحشر، وقيامة الأحباب في الوقت، ولِشَرْحِ هذا تفسير طويل. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٢٣٠﴾
موعظة
قال فى روح البيان :
الواجب على من كان مؤمنا وليس من أهل البدع إن يحمد الله على ما هداه وجعله مسلما من الأمة الشريفة.
ولذا قيل من علامات سوء العاقبة أن لا يشكر العبد على ما هدى به من الإيمان والتوحيد.
وأهل الغرور فى الدنيا مخدوع بهم فى الآخرة فليس لهم عناية رحمانية وإنما يقبل رجاء العبد إذا قارنه العمل والكاملون بعد أن بالغوا فى تزكية النفس ما زالوا يخافون من سوء العاقبة ويرجون رحمة الله فكيف بنا ونحن متورطون فى آبار الأوزار لا توبة لنا ولا استغفار غير العناد والإصرار
قال الإمام الهمام محمد الغزالى رحمه الله فى منهاج العابدين مقدمات التوبة ثلاث.
أحدها ذكر غاية قبح الذنوب.
والثانية ذكر غاية عقوبة الله تعالى وأليم سخطه وغضبه الذى لا طاقة لك به.
والثالثة ذكر ضعفك وقلة حيلتك فإن من لا يحتمل حر الشمس ولطمة شرطى وقرص نملة كيف يحتمل حر نار جهنم وضرب مقامع الزبانية ولسع حيات كأعناق البخت وعقارب كالبغال خلقت من النار فى دار الغضب والبوار نعوذ بالله نم سخطه وعذابه. أ هـ ﴿روح البيان حـ ٢ صـ ٢٢ ـ ٢٣﴾


الصفحة التالية
Icon