" فوائد لغوية وإعرابية "
قال ابن عادل :
قرأ العامة " تُحِبُّونَ " - بضم حرف المضارعة، من " أحَبَّ " وكذلك ﴿ يُحْبِبْكُمُ الله ﴾.
وقرأ ابو رجاء العُطَارِديّ " تَحِبُّون، يَحْبِبْكم " بفتح حرف المضارعة - من حَبَّ - وهما لغتان، يقال حَبَّه يَحُبُّه - بضم الحاء وكسرها في المضارع - وأحَبَّهُ يُحبُّهُ.
وحكى أبو زيد : حَبَبْتُهُ، أحِبُّه.
وأنشد :
فَوَاللهِ لَوْلاَ ثُمْرُهُ مَا حَبَبْتُهُ... وَلاَ كَانَ أدْنَى مِنْ عُوَيفٍ وَمُشرِقِ
ونقل الزمخشريُّ : قراءة يحبكم - بفتح الياء والإدغام - وهو ظاهر، لأنه متى سكن المثلين جَزْماً، أو وقْفاً جاز فيه لغتان : الفك والإدغام. وسيأتي تحقيق ذلك إن شاء الله في المائدة.
والحُبّ : الخَابِيَة - فارسيّ مُعَرَّب - والجمع : حِباب وحِبَبَة، حكاه الجوهريُّ.
وقرأ الجمهور " فَاتَّبِعُونِي " بتخفيف النون، وهي للوقاية.
وقرأ الزُّهري بتشديدها، وخُرِّجَتُ على أنه ألحق الفعل نون التأكيد، وأدغمها في نون الوقاية وكان ينبغي له أن يحذف واوَ الضمير ؛ لالتقاء الساكنين، إلا أنه شبَّه ذلك بقوله :﴿ أتحاجوني ﴾ وهو توجيه ضعيف ولكن هو يصلح لتخريج هذا الشذوذ.
وطعن الزجاجُ على من روى عن أبي عمرو إدغام الراء من " يغفر " في لام " لكم ".
وقال : هو خطأ وغلط على أبي عمرو. وقد تقدم تحقيقه، وأنه لا خطأ ولا غلط، بل هو لغة للعرب، نقلها الناس، وإن كان البصريون لا يُجِيزون ذلك كما يقول الزجاج. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٥ صـ ١٥٦ ـ ١٥٧﴾

فصل


قال الفخر :
القوم كانوا يدعون أنهم كانوا محبين لله تعالى، وكانوا يظهرون الرغبة في أن يحبهم الله تعالى، والآية مشتملة على أن الإلزام من وجهين
أحدهما : إن كنتم تحبون الله فاتبعوني، لأن المعجزات دلّت على أنه تعالى أوجب عليكم متابعتي
الثاني : إن كنتم تحبون أن يحبكم الله فاتبعوني لأنكم إذا اتبعتموني فقد أطعتم الله، والله تعالى يحب كل من أطاعه، وأيضاً فليس في متابعتي إلا أني دعوتكم إلى طاعة الله تعالى وتعظيمه وترك تعظيم غيره، ومن أحب الله كان راغباً فيه، لأن المحبة توجب الإقبال بالكلية على المحبوب، والإعراض بالكلية عن غير المحبوب. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٨ صـ ١٦ ـ ١٧﴾

فصل


قال الفخر :


الصفحة التالية
Icon