ومن فوائد الشيخ الشعراوى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾
ولنا أن نعرف أن كل " قل " إنما جاءت في القرآن كدليل على أن ما سيأتي من بعدها هو بلاغ من الرسول ﷺ عن ربه، بلاغ للأمر وللمأمور به، إن البعض ممن في قلوبهم زيغ يقولون : كان من الممكن أن يقول الرسول :﴿ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ لهؤلاء نقول : لو فعل الرسول ﷺ ذلك لكان قد أدى " المأمور به " ولم يؤد الأمر بتمامه. لماذا ؟ لأن الأمر في " قل ".. والمأمور به ﴿ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ ﴾ وكأن الرسول ﷺ في كل بلاغ عن الله بدأ بـ " قل " إنما يبلغ " الأمر " ويبلغ " المأمور به " مما يدل على أنه مبلغ عن الله في كل ما بلغه من الله.
إن الذين يقولون : يحب أن تحذف " قل " من القرآن، وبدلا من أن نقول :﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ فلننطقها :" الله أحد ". لهؤلاء نقول : إنكم تريدون أن يكون الرسول قد أدى " المأمور به " ولم يؤد " الأمر ".
إن الحق يقول :﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ هذه الآية تدل على ماذا ؟ إنهم لا بد قد ادعوا أنهم يحبون الله، ولكنهم لم يتبعوا الله فيما جاء به رسول الله ﷺ، فكأنهم جعلوا الحب لله شيئا، واتباع التكليف شيئا آخر، والله سبحانه وتعالى له على خلقه إيجاد، وإمداد، وتلك نعمة، ولله على خلقه فضل التكليف ؛ لأن التكليف إن عاد على المُكَلّف " بفتح الكاف وتشديد اللام " ولم يعد منه شيء على المُكَلِّف بكسر الكاف فهذه نعمة من المكلِّف.