﴿ الله وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ﴾ [ البقرة : ٢٥٧ ] فإنه يتناول من لم يكن في ظلمة الكفر قط. ومثله ﴿ أو لتعودنّ في ملتنا ﴾ [ الأعراف : ٨٨ ] مع أن الأنبياء لم يكونوا في ملتهم قط حتى يتصور العود إليها. وقيل : المراد من الملك التسلط الظاهر وهو الاقتدار على المال بأنواعه وعلى الجاه، وهو أن يكون مهيباً عند الناس وجيهاً غالباً مظفراً مطاعاً. ومن المعلوم أن كل ذلك بإيتاء الله تعالى. فكم من عاقل قليل المال، ورب جاهل غافل رخي البال، وقد رأينا كثيراً من الملوك بذلوا الأموال لتحصيل الحشمة والجاه وما ازدادوا إلا حقارة وخمولاً، فعلمنا أن الكل بإيتاء الله تعالى سواء في ذلك ملوك العدل وملوك الجور، لأن حصول الملك للجائر إن لم يقع بفاعل ففيه سد باب إثبات الصانع، وإن حصل بفعل المتغلب فكل أحد يتمنى حصول الملك والدولة لنفسه ولا يتيسر له. فلم يبق إلا أن يكون من مسبب الأسباب وفاعل الكل ومدبر الأمور وناظم مصالح الجمهور.



الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2025
Icon
لو كان بالحيل الغنى لوجدتني بتخوم أقطار السماء تعلقي
لكن من رزق الحجى حرم الغنى ضدان مفترقان أيّ تفرق
ومن الدليل على القضاء وكونه بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق