أنَّى وَمِنْ أيْنَ هَزَّكَ الطَّرَبُ... مِنْ حَيْثُ لاَ صَبْوةٌ وَلاَ رِيَبُ
وجوَّز أبو البقاء في " أنَّى " أن ينتصب على الظرف بالاستقرار الذي في " ذلك ". و" لك " رافع لـ " هذا " يعني بالفاعلية.
ولا حاجة إلى ذلك، وتقدم الكلام على " أنى " في " البقرة ". أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٥ صـ ١٨٢ ـ ١٨٤﴾
فائدة
قال ابن عاشور :
والمحراب بناء يتخذه أحد ليخلو فيه بتعبده وصلاته، وأكثر ما يتخذ في علو يرتقي إليه بسلم أو درج، وهو غير المسجد، وأطلق على غير ذلك إطلاقات، على وجه التشبيه أو التوسع كقول عمر بن أبي ربيعة :
دمية عند راهب قسيس... صوروها في مذبح المحراب
أرادا في مذبح البيعة، لأن المحراب لا يجعل فيه مذبح. وقد قيل : إن المحراب مشتق من الحرب لأن المتعبد كأنه يحارب الشيطان فيه، فكأنهم جعلوا ذلك المكان آلة لمحرب الشيطان.
ثم أطلق المحراب عند المسلمين على موضع كشكل نصف قبة في طول قامة ونصف يجعل بموضع القبلة ليقف فيه الإمام للصلاة. وهو إطلاق مولد وأول محراب في الإسلام محراب مسجد الرسول ﷺ صنع في خلافة الوليد بن عبد الملك، مدة إمارة عمر بن عبد العزيز على المدينة. والتعريف في ﴿الْمِحْرَابَ﴾ تعريف الجنس ويعلم أن المراد محراب جعلته مريم للتعبد. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٣ صـ ٨٩﴾
فصل
قال الفخر :