قال الفراء :" قد يكون الرمز باللسان من غير أن يتبيَّن، وهو الصوت الخفي، شبه الهَمْس ".
وقال عطاء : أراد صوم ثلاثة أيامٍ ؛ لأنهم كانوا إذا صاموا لم يتكلموا إلا رمزاً. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٥ صـ ٢٠٩ ـ ٢١١﴾
قوله تعالى :﴿واذكر رَّبَّكَ كَثِيرًا﴾
قال الفخر :
فيه قولان
أحدهما : أنه تعالى حبس لسانه عن أمور الدنيا ﴿إِلاَّ رَمْزًا﴾ فأما في الذكر والتسبيح، فقد كان لسانه جيداً، وكان ذلك من المعجزات الباهرة
والثاني : إن المراد منه الذكر بالقلب وذلك لأن المستغرقين في بحار معرفة الله تعالى عادتهم في الأول أن يواظبوا على الذكر اللساني مدة فإذا امتلأ القلب من نور ذكر الله سكت اللسان وبقي الذكر في القلب، ولذلك قالوا : من عرف الله كل لسانه، فكأن زكريا عليه السلام أمر بالسكوت واستحضار معاني الذكر والمعرفة واستدامتها. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٨ صـ ٣٧﴾
وقال الآلوسى :
﴿ واذكر رَّبَّكَ ﴾ أي في أيام الحبسة شكراً لتلك النعمة كما يشعر به التعرض لعنوان الربوبية، وقيل : يحتمل أن يكون الأمر بالذكر شكراً للنعمة مطلقاً لا في خصوص تلك الأيام، وأن يكون في جميع أيام الحمل لتعود بركاته إليه، والمنساق إلى الذهن هو الأول، والجملة مؤكدة لما قبلها مبينة للغرض منها، واستشكل العطف من وجهين : الأول عطف الإنشاء على الإخبار، والثاني : عطف المؤكد على المؤكد، وأجيب بأنه معطوف على محذوف أي اشكر واذكر، وقيل : لا يبعد أن يجعل الأمر بمعنى الخبر عطفاً على ( لا تكلم ) فيكون في تقدير : أن لا تكلم وتذكر ربك، ولا يخفى ما فيه. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٣ صـ ١٥١ ـ ١٥٢﴾
قوله تعالى :﴿وَسَبّحْ بالعشى والإبكار﴾
قال الفخر :
في قوله ﴿وَسَبّحْ﴾ قولان


الصفحة التالية
Icon