ومن فوائد الشيخ الشعراوى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾
وعندما تقرأ " إذ " فلتعلم أنها ظرف ويُقدر لها في اللغة " اذكر "، ويقال " إذ جئتك " أي " اذكر أني جئتك ". وعندما يقول الحق :﴿ إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ ﴾ فبعض الناس من أهل الفتح والفهم يرون أن الحق سبحانه سميع عليم وقت أن قالت امرأة عمران :" رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي "، وهم يحاولون أن يربطوا هذه الآية بما جاء قبلها، بأن الله سميع وعليم. ونقف عند قول امرأة عمران :﴿ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً ﴾.
إننا عندما نسمع كلمة " مُحَرَّراً " فمعناها أنه غير مملوك لأحد فإذا قلنا :" حررت العبد " يعني ينصرف دون قيد عليه. أو " حررت الكتاب " أصلحت ما فيه. إن تحرير أي أمر، هو إصلاح ما فيه من فساد أو إطلاقه من أي ارتباط أو قيد. أما قولها :﴿ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً ﴾ هو مناجاة لله، فما الدافع إلى هذه المناجاة لله ؟
إن امرأة عمران موجودة في بيئة ترى الناس تعتز بأولادها، وأولاد الناس - كما نعلم - يحكمون حركة الناس، والناس تحكم حركة أولادهم، ويكد الناس من أجل أن يكون الأبناء عزوة، وقرة عين، ويتقدم المجتمع بذلك التواصل المادي، ولم تعجب امرأة عمران بذلك، لقد أرادت ما في بطنها محررا من كل ذلك، إنها تريده محررا منها، وهي محررة منه. وهذا يعني أنها ترغب في أن يكون ما في بطنها غير مرتبط بشيء أو بحب أو برعاية.


الصفحة التالية
Icon