ومن فوائد الشيخ الشعراوى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ ﴾
وساعة نسمع ﴿ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ ﴾ فنحن نفهم أن المقصود بها الكتاب المنزل، ولكن ما دام الحق قد أتبع ذلك بقوله :﴿ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ ﴾ فلا بد لنا أن نسأل. إذن ما المقصود بالكتاب ؟ هل كان المقصود بذلك الكتاب الكتب المتقدمة، كالزبور، والصحف الأولى، كصحف إبراهيم عليه السلام ؟ إن ذلك قد يكون صحيحا، ومعنى ﴿ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَاب ﴾ أن الحق قد علمه ما نزل قبله من زبور داود، ومن صحف إبراهيم، وبعد ذلك توراة موسى الذي جاء عيسى مكملا لها.
وبعض العلماء قد قال : أُثِرَ عن عيسى عليه السلام أن تسعة أعشار جمال الخط كان في يده. وبذلك يمكن أن نفهم ﴿ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ ﴾ أي القدرة على الكتابة. وما المقصود بقوله : إن عيسى عليه السلام تلقى عن الله بالإضافة إلى ﴿ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ ﴾ أنه تعلم أيضا ﴿ الْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ ﴾ وكلمة الحكمة عادة تأتي بعد كتاب منزل، مثال ذلك قوله الحق :
﴿ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً ﴾
[الأحزاب : ٣٤].


الصفحة التالية
Icon