فائدة
قال ابن كثير :
﴿ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾
قال كثير من العلماء : بعث الله كل نبي من الأنبياء بمعجزة تناسب أهل زمانه، فكان الغالب على زمان موسى، عليه السلام، السحر وتعظيم السحرة. فبعثه الله بمعجزة بَهَرَت الأبصار وحيرت كل سحار، فلما استيقنوا أنها من عند العظيم الجبار انقادوا للإسلام، وصاروا من الأبرار. وأما عيسى، عليه السلام، فبُعث في زمن الأطباء وأصحاب علم الطبيعة، فجاءهم من الآيات بما لا سبيل لأحد إليه، إلا أن يكون مؤيدًا من الذي شرع الشريعة. فمن أين للطبيب قدرة على إحياء الجماد، أو على مداواة الأكمه، والأبرص، وبعث من هو في قبره رهين إلى يوم التناد ؟ وكذلك محمد ﷺ بعثه [الله] في زمن الفصحاء والبلغاء ونحارير الشعراء، فأتاهم بكتاب من الله، عز وجل، لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو بسورة من مثله لم يستطيعوا أبدًا، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، وما ذاك إلا لأن كلام الرب لا يشبهه كلام الخلق أبدًا. أ هـ ﴿تفسير ابن كثير حـ ٢ صـ ٤٥﴾
قوله تعالى :﴿وأبرىء الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله ﴾
قال ابن عادل :
قوله :" وأبرئ الأكمه " وأبرئ عطف على " أخْلُقُ " فهو داخل في خبر " أنِّي ". يقال : أبرأت زيد عن العاهة ومن الدِّيْن، وبَرَّأتك من الدين - بالتضعيف. وبَرَأت من المرض أبْرأ وبَرِئْتُ - أيضاً - وأما برئت من الدَّيْنِ ومن الذَّنْب، فبَرِئْتُ لا غَيْرُ.
وقال الأصمعيُّ : برئتُ من المرض لغةُ تَمِيم، وبَرَأتُ لغَةُ الحجازِ.


الصفحة التالية
Icon