وقيل : التقدير : من أنصاري إلى أن أبَيِّن أمر الله، وإلى أن أظهر دينه، ويكون " إلَى " هاهنا غاية ؛ كأنه أراد : من يثبت على نصرتي إلى أن تتم دعوتي، ويظهر أمرُ الله ؟
وقيل : المعنى : من أنصاري فيما يكون قربة إلى الله ووسيلة إليه ؟
وفي الحديث : أنه - عليه السلام - كان يقول - إذا ضَحَّى- :" اللَّهُمَّ مِنْكَ وإلَيْكَ " أي تقرّبنا إليك. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٥ صـ ٢٥٨ ـ ٢٨٩﴾
قوله تعالى :﴿قَالَ الحواريون نَحْنُ أَنْصَارُ الله﴾
قال الفخر :
ذكروا في لفظ ﴿الحواري﴾ وجوهاً
الأول : أن الحواري اسم موضوع لخاصة الرجل، وخالصته، ومنه يقال للدقيق حواري، لأنه هو الخالص منه، وقال ﷺ للزبير :" إنه ابن عمتي، وحواري من أمتي " والحواريات من النساء النقيات الألوان والجلود، فعلى هذا الحواريون هم صفوة الأنبياء الذي خلصوا وأخلصوا في التصديق بهم وفي نصرتهم.
القول الثاني : الحواري أصله من الحور، وهو شدة البياض، ومنه قيل للدقيق حواري، ومنه الأحور، والحور نقاء بياض العين، وحورت الثياب : بيضتها، وعلى هذا القول اختلفوا في أن أولئك لم سموا بهذا الاسم ؟ فقال سعيد بن جبير : لبياض ثيابهم، وقيل كانوا قصارين، يبيضون الثياب، وقيل لأن قلوبهم كانت نقية طاهرة من كل نفاق وريبة فسموا بذلك مدحاً لهم، وإشارة إلى نقاء قلوبهم، كالثوب الأبيض، وهذا كما يقال فلان نقي الجيب، طاهر الذيل، إذا كان بعيداً عن الأفعال الذميمة، وفلان دنس الثياب : إذا كان مقدماً على ما لا ينبغي.


الصفحة التالية