وقال ابن عاشور :
الخطاب في ﴿ فلا تكن من الممترين ﴾ للنبيء ﷺ والمقصود التعريض بغيره، والمعرَّض بهم هنا هم النصارى الممترُون الذين امتروا في الإلاهية بسبب تحقق أن لاَ أبَ لِعيسى. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٣ صـ ١١٣﴾
وقال ابن عطية :
ونهي النبي عليه السلام في عبارة اقتضت ذم الممترين، وهذا يدل على أن المراد بالامتراء غيره، ولو قيل : فلا تكن ممترياً لكانت هذه الدلالة أقل، ولو قيل فلا تمتر لكانت أقل ونهي النبي عليه السلام عن الامتراء مع بعده عنه على جهة التثبيت والدوام على حاله. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ١ صـ ٤٤٧﴾
وقال الزمخشرى :
ونهيه عن الامتراء وجل رسول الله ﷺ أن يكون ممتريا من باب التهييج لزيادة الثبات والطمأنينة، وأن يكون لطفاً لغيره. أ هـ ﴿الكشاف حـ ١ صـ ٣٦٨﴾
وقال فى روح البيان :
ولا يتصور كونه عليه السلام شاكا فى صحة ما أنزل عليه والمعنى دم على يقينك وعلى ما أنت عليه من الاطمئنان على الحق والتنزه عن الشك فيه
قال الإمام أبو منصور رحمه الله العصمة لا تزيل المحنة ولا ترفع النهى. أ هـ ﴿روح البيان حـ ٢ صـ ٥٤﴾
فائدة
قال السعدى :
في هذه الآية وما بعدها دليل على قاعدة شريفة وهو أن ما قامت الأدلة على أنه حق وجزم به العبد من مسائل العقائد وغيرها، فإنه يجب أن يجزم بأن كل ما عارضه فهو باطل، وكل شبهة تورد عليه فهي فاسدة، سواء قدر العبد على حلها أم لا فلا يوجب له عجزه عن حلها القدح فيما علمه، لأن ما خالف الحق فهو باطل، قال تعالى ﴿ فماذا بعد الحق إلا الضلال ﴾ وبهذه القاعدة الشرعية تنحل عن الإنسان إشكالات كثيرة يوردها المتكلمون ويرتبها المنطقيون، إن حلها الإنسان فهو تبرع منه، وإلا فوظيفته أن يبين الحق بأدلته ويدعو إليه. أ هـ ﴿تفسير السعدى صـ ١٣٣﴾


الصفحة التالية
Icon