وهو مصروف لأن ياءه عارضة ﴿نحن أنصار الله﴾ أي الذي أرسلك وأقدرك على ما تأتي به من الآيات، فهو المحيط بكل شيء عزة وعلماً، ثم صححوا النصرة وحققوا بأن عللوا بقولهم :﴿آمنا بالله﴾ أي على ما له من صفات الكمال، ثم أكدوا ذلك بقولهم مخاطبين لعيسى عليه الصلاة والسلام رسولهم أكمل الخق إذ ذاك :﴿واشهد بأنا مسلمون﴾ أي منقادون لجميع ما تأمرنا به كما هو حق من آمن لتكون شهادتك علينا أجدر لثباتنا ولتشهد لنا بها يوم القيامة. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٩٦ ـ ٩٧﴾
وقال الفخر :
اعلم أنه تعالى لما حكى بشارة مريم بولد مثل عيسى واستقصى في بيان صفاته وشرح معجزاته وترك ههنا قصة ولادته، وقد ذكرها في سورة مريم على الاستقصاء، شرع في بيان أن عيسى لما شرح لهم تلك المعجزات، وأظهر لهم تلك الدلائل فهم بماذا عاملوه فقال تعالى :﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عيسى مِنْهُمُ﴾. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٨ صـ ٥٣ ـ ٥٤﴾