وقد قيل في تأويله : إن عطف ﴿وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ على التقديم والتأخير ؛ إذ الواو لا تفيد ترتيب الزمان أي إني رافعك إلي ثم متوفيك بعد ذلك، وليس في الكلام دلالة على أنه يموت في آخر الدهر سوى أن في حديث أبي هريرة في كتاب أبي داود "ويمكث" أي "عيسى أربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون" والوجه أن يحمل قوله تعالى :﴿إِنِّي مُتَوَفِّيكَ﴾ على حقيقته، وهو الظاهر، وأن تؤول الأخبار التي يفيد ظاهرها أنه حي على معنى حياة كرامة عند الله، كحياة الشهداء وأقوى، وأنه إذا حمل نزوله على ظاهره دون تأويل، أن ذلك يقوم مقام البعث، وأن قوله في حديث أبي هريرة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون مدرج من أبي هريرة لأنه لم يروه غيره ممن رووا حديث نزول عيسى، وهم جمع من الصحابة، والروايات مختلفة وغير صريحة. ولم يتعرض القرآن في عد مزاياه إلى أنه ينزل في آخر الزمان. (١) أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٣ صـ ١٠٦ ـ ١٠٩﴾
(١) كما ترى فإن بعض كلامه لا يخلو من بعد بعيد لا يخفى على المتأمل. والله أعلم.