يعني أشعيث بن سهم ؟ وقول بن أبي ربيعة المخزومي :
بدا لي منها معصم يوم جمرت
وكف خضيب زينت ببنان
فوالله ما أدري وإني لحاسب
بسبع رميت الجمر أم بثمان
يعني أبسبع ؟ وقول الأخطل :
كذبتك عينك أم رأيت بواسط
غلس الظلام من الرباب خيالا
يعني أكذبتك عينك ؟ كما نصّ سيبويه على جواز ذلك في بيت الأخطل، هذا وإن خالف الخليل زاعما أنّ (كذبتك) صيغة خبرية، وأنّ (أم) بمعنى (بل) ففي البيت على قول الخليل نوع من أنواع البديع المعنوي يسمى بالرجوع عند البلاغيين، وقول الخنساء :
قذى بعينيك أم بالعين عوار
أم خلت إذا أقفرت من أهلها الدار
تعني أقذى بعينيك ؟ وقول أحيحة بن الجلاح الأنصاري :
وما تدري وإن ذمرت سقبا
لغيرك أم يكون لك الفصيل
يعني ألغيرك ؟ وقول أمرئ القيس :
تروح من الحي أم تبتكر
وماذا عليك بأن تنتظر
يعني أتروح ؟
وعلى هذا القول فقرينة الاستفهام المحذوف علو مقام إبراهيم عن ظن ربوبية غير الله، وشهادة القرآن له بالبراءة من ذلك، والآية على هذا القول تشبه قراءة بن محيصن :(سواء عليهم أنذرتهم)، ونظيرها على هذا القول قوله تعالى :﴿أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾، وقوله تعالى :﴿وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا﴾ على أحد القولين، وقوله :﴿فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ﴾على أحد القولين.


الصفحة التالية
Icon