فصل
قال الفخر :
أما قوله تعالى :﴿يا أَهْلَ الكتاب﴾ ففيه ثلاثة أقوال
أحدها : المراد نصارى نجران
والثاني : المراد يهود المدينة والثالث : أنها نزلت في الفريقين، ويدل عليه وجهان
الأول : أن ظاهر اللفظ يتناولهما
والثاني : روي في سبب النزول، أن اليهود قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام، ما تريد إلا أن نتخذك رباً كما اتخذت النصارى عيسى! وقالت النصارى : يا محمد ما تريد إلا أن نقول فيك ما قالت اليهود في عزير! فأنزل الله تعالى هذه الآية، وعندي أن الأقرب حمله على النصارى، لما بينا أنه لما أورد الدلائل عليهم أولاً، ثم باهلهم ثانياً، فعدل في هذا المقام إلى الكلام المبني على رعاية الإنصاف، وترك المجادلة، وطلب الإفحام والإلزام، ومما يدل عليه، أنه خاطبهم ههنا بقوله تعالى :﴿يا أهلَ الكتاب﴾ وهذا الاسم من أحسن الأسماء وأكمل الألقاب حيث جعلهم أهلاً لكتاب الله، ونظيره، ما يقال لحافظ القرآن يا حامل كتاب الله، وللمفسر يا مفسر كلام الله، فإن هذا اللقب يدل على أن قائله أراد المبالغة في تعظيم المخاطب وفي تطييب قلبه، وذلك إنما يقال عند عدول الإنسان مع خصمه عن طريقة اللجاج والنزاع إلى طريقة طلب الإنصاف. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٨ صـ ٧٦ ﴾
وقال ابن عباس : نزلت في القسيسين والرهبان، فبعث بها النبي ﷺ إلى جعفر وأصحابه بالحبشة، فقرأها جعفر، والنجاشي جالس، وأشراف الحبشة. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ١ صـ ٤٠٠﴾
قال الطبرى :