فصل
قال الفخر :
قال صاحب "الكشاف" قوله ﴿بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ دليل على أن المخاطبين كانوا مسلمين وهم الذين استأذنوا الرسول ﷺ في أن يسجدوا له. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٨ صـ ١٠٠﴾
وقال أبو حيان :
وفي هذه الآية دلالة على أن المخاطبين كانوا مسلمين، ودلالة على أن الكفر ملة واحدة إذ الذين اتخذوا الملائكة أرباباً ثم الصابئة وعبدة الأوثان، والذين اتخذوا النبيين أرباباً هم اليهود والنصارى والمجوس، ومع هذا الاختلاف سمى الله الجميع : كفراً. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٢ صـ ٥٣١﴾
وقال الآلوسى :
﴿ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ استدل به الخطيب (١) على أن الآية نزلت في المسلمين القائلين "أفلا نسجد لك ؟ " بناءاً على الظاهر، ووجه كون الخطاب للكفار وأن الآية نزلت فيهم بأنه يجوز أن يقال لأهل الكتاب :﴿ أَيَأْمُرُكُم بالكفر بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ أي منقادون مستعدون للدين الحق إرخاءاً للعنان واستدراجاً، والقول بأن كل مصدق بنبيه مسلم ودعواه أنه أمره نبيه بما يوجب كفره دعوى أنه أمره بالكفر بعد إسلامه فدلالة هذا على أن الخطاب للمسلمين ضعيفة في غاية السقوط كما لا يخفى. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٣ صـ ٢٠٩﴾
_________
(١) لعل الصواب ابن الخطيب والمراد منه الإمام فخر الدين الرازى فهو ابن خطيب الرى، ونرى هذه العبارة شائعة فى كلام كثير من المفسرين كابن عادل وابن عرفة وغيرهما.
ونص عبارته فى مفاتيح الغيب " المسألة الثانية :
قال صاحب «الكشاف» قوله ﴿بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ دليل على أن المخاطبين كانوا مسلمين وهم الذين استأذنوا الرسول ﷺ في أن يسجدوا له ". والله أعلم.