ولم يحملوا البنوة الموجودة فيه على التشريف والتبريك مع ما في موارد منه من التصريح بذلك كقوله : وأنا أقول لكم أحبوا أعداءكم وباركوا على لأغنيكم وأحسنوا إلى من أبغضكم وصلوا على من يطردكم ويعسفكم كيما تكونوا بني أبيكم الذي في السموات لأنه المشرق شمسه على الأخيار والأشرار والممطر على الصديقين والظالمين وإذا أحببتم من يحبكم فأي أجر لكم أليس العشارون يفعلون كذلك وإن سلمتم على إخوتكم فقط فأي فضل لكم أليس كذلك يفعل الوثنيون كونوا كاملين مثل أبيكم السماوي فهو كامل آخر الإصحاح الخامس من إنجيل متى.
وقوله أيضا فليضئ نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات إنجيل متى الإصحاح الخامس.
وقوله أيضا لا تصنعوا جميع مراحمكم قدام الناس كي يروكم فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السموات.
وقوله أيضا في الصلاة وهكذا تصلون أنتم يا أبانا الذي في السموات يتقدس اسمك الخ.
وقوله أيضا فإن غفرتم للناس خطاياهم غفر لكم أبوكم السمائي خطاياكم كل ذلك في الإصحاح السادس من إنجيل متى.
وقوله وكونوا رحماء مثل أبيكم الرحيم إنجيل لوقا الإصحاح السادس.
وقوله لمريم المجدلية امضي إلى إخوتي وقولي لهم إني صاعد إلى ابي الذي هو أبوكم وإلهي الذي هو إلهكم إنجيل يوحنا الإصحاح العشرون.
فهذه وأمثالها من فقرات الأناجيل تطلق لفظ الأب على الله تعالى وتقدس بالنسبة إلى عيسى وغيره جميعا كما ترى بعناية التشريف ونحوه.


الصفحة التالية
Icon