والمراد بيشترون يستبدلون، وبالعهد أمر الله تعالى، وما يلزم الوفاء به، وقيل : ما عهده إلى اليهود في التوراة من أمر النبي ﷺ، وقيل : ما في عقل الإنسان من الزجر عن الباطل والانقياد إلى الحق، وبالأيمان الأيمان الكاذبة، وبالثمن القليل الأعواض النزرة أو الرشا، ووصف ذلك بالقلة لقلته في جنب ما يفوتهم من الثواب ويحصل لهم من العقاب ﴿ أُوْلَئِكَ لاَ خلاق لَهُمْ فِى الآخرة ﴾ أي لا نصيب لهم من نعيمها بسبب ذلك الاستبدال ﴿ وَلاَ يُكَلّمُهُمُ الله ﴾ أي بما يسرهم بل بما يسوؤهم وقت الحساب لهم قاله الجبائي أو لا يكلمهم بشيء أصلاً وتكون المحاسبة بكلام الملائكة لهم بأمر الله تعالى إياهم استهانة بهم، وقيل : المراد إنهم لا ينتفعون بكلمات الله تعالى وآياته ولا يخفى بعده، واستظهر أن يكون هذا كناية عن غضبه سبحانه عليهم.