فصل
قال ابن كثير :
وقد وردت أحاديث تتعلق بهذه الآية الكريمة فلنذكر ما تيسر منها :
الحديث الأول : قال الإمام أحمد : حدثنا عفان، حدثنا شعبة قال : علي بن مُدْرِك أخْبرَني قال : سمعت أبا زُرْعَة، عن خَرَشة بن الحُر، عن أبي ذر، قال : قال رسول الله ﷺ :"ثَلاثَة لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" قلت : يا رسول الله، من هم ؟ خابوا وخسروا. قال : وأعاده رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ثلاث مرات قال :"المُسْبِل، والمُنْفِقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ
الْكاذِبِ، والمنانُ". ورواه مسلم، وأهل السنن، من حديث شعبة، به. (١)
طريق أخرى : قال أحمد : حدثنا إسماعيل، عن الحُرَيري، عن أبي العلاء بن الشِّخِّير، عن أبي الأحْمَس قال : لقيتُ أبا ذر، فقلتُ له : بلغني عنك أنك تُحدِّث حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال : أما إنه لا تَخَالُني أكذبُ على رسول الله ﷺ بعد ما سمعته منه، فما الذي بلغك عني ؟ قلتُ : بلغني أنك تقول : ثلاثة يحبهم الله، وثلاثة يَشْنَؤهم الله عز وجل. قال : قلته وسمعته. قلت : فمن هؤلاء الذين يحبهم الله ؟ قال : الرجل يلقى العدوّ في فئة فينصب لهم نَحْرَه حتى يقتل أو يفتح لأصحابه. والقومُ يسافرون فيطول سراهم حتى يَحنُّوا أن يمسوا الأرض فينزلون، فيتنحى أحدهم فيصلي حتى يوقظهم لرحيلهم. والرجلُ يكون له الجار يؤذيه فيصبر على أذاهُ حتى يفرق بينهما موت أو ظَعْن. قلت : ومن هؤلاء الذين يشنأ الله ؟ قال : التاجر الحلاف -أو البائع الحلاف - والفقير المختال، والبخيل المنان غريب من هذا الوجه. (٢)
(١) المسند (٥/١٤٨) وصحيح مسلم برقم (١٠٦) وأبو داود في السنن برقم (٤٠٨٧، ٤٠٨٨) والترمذي في السنن برقم (١٢١١) والنسائي في السنن (٥/٨١) وابن ماجه في السنن برقم (٢٢٠٨).
(٢) المسند (٥/١٥١).
(٢) المسند (٥/١٥١).