وقيل : نزلت في الحارث بن سويد، وستأتي قصته بعد هذا.
وقبول العمل هو رضاه وإثابة فاعله عليه.
﴿وهو في الآخرة من الخاسرين﴾ الخسران في الآخرة هو حرمان الثواب وحصول العقاب شبه في تضييع زمانه في الدنيا باتباع غير الإسلام بالذي خسر في بضاعته، ويحتمل أن تكون هذه الجملة قد عطفت على جواب الشرط، فيكون قد ترتب على ابتغاء غير الإسلام ديناً عدم القبول والخسران، ويحتمل أن لا تكون معطوفة عليه بل هي استئناف إخبار عن حاله في الآخرة.
و: في الآخرة متعلق بمحذوف يدل عليه ما بعده، أي : وهو خاسر في الآخرة، أو : بإضمار أعني، أو : بالخاسرين على أن الألف واللام ليست موصولة بل للتعريف، كهي في : الرجل، أو : به على أنها موصولة، وتسومح في الظرف والمجرور لأنه يتسع فيهما ما لا يتسع في غيرهما، وكلُّ منقول، وقد تقدّم لنا نظير. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٢ صـ ٥٣٩ ـ ٥٤٠﴾. بتصرف يسير.

فصل


قال ابن كثير
قال تعالى :﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾ أي : من سلك طريقًا سوى ما شَرَعَه الله فلن يُقْبل منه ﴿وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ كما قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح :"مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ".


الصفحة التالية
Icon