فإن قلت : فما معنى التراخي في ثم ؟
قلت : التراخي في المرتبة، لأن الإخبار بتسليط الخذلان عليهم أعظم من الإخبار بتوليتهم الأدبار.
قال الناصر بن المنير : وهذا من الترقي في الوعد عما هو أدنى إلى ما هو أعلى، لأنهم وعدوا بتولية عدوهم الأدبار عند المقابلة، ثم ترقى الوعد إلى ما هو أتم في النجاح من أن هؤلاء لا ينصرون مطلقاً، ويزيد هذا الترقي بدخول ثم دون الواو. فإنها تستعار ههنا للتراخي في الرتبة لا في الوجود، كأنه قال : ثم ههنا ما هو أعلى في الامتنان، وأسمح في رتب الإحسان، وهو أن هؤلاء قوم لا ينصرون البتة - والله أعلم -. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ٤ صـ ٤٣٤ ـ ٤٣٥﴾