ولما كان الذل ربما كان مع الرضى ولو من وجه قال :﴿وبآءو﴾ أي رجعوا عما كانوا فيه من الحال الصالح ﴿بغضب من الله﴾ الملك الأعظم، ملازمٍ لهم، ولما كان الوصفان قد يصحبهما اليسار قال :﴿وضربت﴾ أي مع ذلك ﴿عليهم﴾ أي كما يضرب البيت ﴿المسكنة﴾ أي الفقر ليكونوا بهذه الأوصاف أعرق شيء في الذل، فكأنه قيل : لم استحقوا ذلك ؟ فقيل :﴿ذلك﴾ أي الإلزام لهم بما ذكر ﴿بأنهم﴾ أي أسلافهم الذي رضوا هم فعلهم ﴿كانوا يكفرون﴾ أي يجددون الكفر مع الاستمرار ﴿بآيات الله﴾ اي الملك الأعظم الذي له الكمال كله، وذلك أعظم الكفر لمشاهدتهم لها مع اشتمالها من العظم على ما يليق بالاسم الأعظم ﴿ويقتلون الأنبياء﴾ أي الآتين من عند الله سبحانه وتعالى حقاً على كثرتهم بما دل عليه جمع التكسير، فهو أبلغ مما في أولها الأبلغ مما في البقرة ليكون ذمهم على سبيل الترقي كما هي قاعدة الحكمة.