قال أبو حيان :" وعلى ما قدره لا يكون استثناءً منقطعاً ؛ لأنه مستثنًى من جملة مقدَّرة، وهي : فلا نجاة من الموت، وهو متصل على هذا التقدير، فلا يكون استثناء المنقطع - كما قرره النحاة - على قسمين : منه ما يمكن أن يتسلط عليه العامل، ومنه لا يمكن فيه ذلك - ومنه هذه الآية - على تقدير الانقطاع - إذ التقدير : لكن اعتصامهم بحبل من الله وحَبْل من الناس يُنَجيهم من القتل، والأسر، وسَبي الذراري، واستئصال أموالهم ؛ ويدل على أنه منقطع الإخبار بذلك في قوله تعالى - في سورة البقرة- :﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذلة والمسكنة وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ الله ﴾ [ البقرة : ٦١ ]، فلم يستثنِ هناك ". أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٥ صـ ٤٧٢ ـ ٤٧٣﴾.
قوله تعالى :﴿وَبَاءُو بِغَضَبٍ مّنَ الله﴾
قال الفخر :
قد ذكرنا أن معناه : أنهم مكثوا، ولبثوا وداموا في غضب الله، وأصل ذلك مأخوذ من البوء وهو المكان، ومنه : تبوأ فلان منزل كذا وبوأته إياه، والمعنى أنهم مكثوا في غضب من الله وحلوا فيه، وسواء قولك : حل بهم الغضب وحلوا به. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٨ صـ ١٦١﴾
قوله تعالى :﴿وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ المسكنة﴾
قال الفخر :
الأكثرون حملوا المسكنة على الجزية وهو قول الحسن قال وذلك لأنه تعالى أخرج المسكنة عن الاستثناء وذلك يدل على أنها باقية عليهم غير زائلة عنهم، والباقي عليهم ليس إلا الجزية، وقال آخرون : المراد بالمسكنة أن اليهودي يظهر من نفسه الفقر وإن كان غنياً موسراً، وقال بعضهم : هذا إخبار من الله سبحانه بأنه جعل اليهود أرزاقاً للمسلمين فيصيرون مساكين. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٨ صـ ١٦١﴾
قوله تعالى :﴿ذلك بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بآيات الله وَيَقْتُلُونَ الانبياء بِغَيْرِ حَقّ﴾
قال الفخر :