واعلم أن هذه الشبهة إنما تليق بمن ينكر القرآن والنبوّة، فأما من يقر بهما فلا يليق به شيء من هذه الكلمات، فما كان يليق بأبي بكر الأصم إنكار هذه الأشياء مع أن نص القرآن ناطق بها وورودها في الأخبار قريب من التواتر، روى عبد الله بن عمر قال لما رجعت قريش من أحد جعلوا يتحدثون في أنديتهم بما ظفروا، ويقولون : لم نر الخيل البلق ولا الرجال البيض الذين كنا نراهم يوم بدر والشبهة المذكورة إذا قابلناها بكمال قدرة الله تعالى زالت وطاحت فإنه تعالى يفعل ما يشاء لكونه قادراً على جميع الممكنات ويحكم ما يريد لكونه منزّهاً عن الحاجات. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٨ صـ ١٨٦ ـ ١٨٧﴾
وقال القرطبى :
وتظاهرت الروايات بأنّ الملائكة حضرت يوم بَدر وقاتلت ؛ ومن ذلك قول أبي أُسيدٍ مالكِ بنِ ربيعة وكان شهيد بدر : لوكنتُ معكم الآن بِبَدْر وَمَعِي بصرى لأريتُكم الشِّعْب الذي خرجتْ منه الملائكةُ، لا أشك ولا أمْتَرِي.
رواه عقيل عن الزُّهريّ عن أبي حازم سلمَة بنِ دينار.
قال ابن أبي حاتم : لا يُعرف للزّهريّ عن أبي حازم غيرُ هذا الحديث الواحد، وأبو أُسَيدٍ يُقال إنه آخر من مات من أهل بدر ؛ ذكره أبو عمر في الاستيعاب وغيره.